يورام دوري

في الأشهر الأخيرة، شهدنا علاقات مميزة بين اليهود والعرب في بلادنا. العشرات، إن لم يكن المئات، من الأطباء العرب يعالجون الآلاف من جرحى الجيش الإسرائيلي ليلًا ونهارًا دون توقف أو راحة. ينقذون الأرواح دون أي حسابات قومية. مثال حقيقي يحتذى به للتعايش المشترك. كذلك، المئات من الممرضات والمسعفين ومساعدي الطواقم الطبية من العرب قدّموا الدعم والمساعدة لعائلات الجرحى.
في مراكز التأهيل، يمكن رؤية معالجين عرب يعملون على إعادة الجنود الجرحى للوقوف على أقدامهم من جديد، وكل ذلك بدافع من الإرادة الطيبة والفهم بأننا جميعًا نعيش هنا، ولن ننجح إلا معًا.
نظرًا لأن العديد من البلدات العربية في إسرائيل كانت تحت هجمات صاروخية من لبنان، إيران، اليمن، وغزة، خاطر جنود قيادة الجبهة الداخلية بأرواحهم لحماية المواطنين العرب، وكذلك فعل مقاتلو الدفاع الجوي الإسرائيلي، رجال الإطفاء، ومنسقو إمداد المنتجات الأساسية.
رؤساء المجالس اليهودية أظهروا نفس التفاني تجاه البلدات العربية مثلما فعلوا مع البلدات اليهودية التي تقع تحت مسؤوليتهم.
أحداث التعاون اليهودي-العربي خلال حرب “سيوف الحديد” أثبتت أن العيش والعمل معًا أمر ممكن وقابل للتحقيق.
المجال الوحيد تقريبًا في المجتمع الإسرائيلي الذي ما زال ملوثًا بالكراهية اليهودية-العربية هو الساحة السياسية-الحزبية. هنا، يبدو أن الجهد لكسب مزيد من الأصوات في صناديق الاقتراع يؤدي إلى مزيد من التحريض، تسميم الآبار، ونشر الكراهية.
في النظام الحزبي، تباهت بعض الأحزاب اليهودية بـ”عربي مُدَجَّن” بلا تأثير حقيقي (باستثناء حالة غالب مجادلة الذي تم تعيينه وزيرًا في حكومة حزب العمل)، بينما في الأحزاب العربية، كان هناك أحيانًا “يهودي مُدَجَّن” – وليس دائمًا لطيفًا مثل عوفر كسيف، الذي تأثيره الحقيقي هامشي.
يبدو أن العمل المشترك بين اليهود والعرب في إسرائيل، والذي ظهر من خلال التعبئة الكبيرة وتجاوز الحدود العرقية والوطنية، يجب أن يؤدي إلى إنشاء حزب يهودي-عربي يقوم على أساس التوازن بين الطرفين، ويرفع شعار المساواة، ويكسر حواجز الخوف، وينطلق من فرضية أن جميع البشر متساوون، يهودًا وعربًا على حد سواء.
هذا ليس حلمًا خياليًا، بل واقعًا يجب تنظيمه، ليكون واضحًا لكل مواطني إسرائيل أن النجاح لن يتحقق إلا معًا.